Description
طنجة ومنطقتها
250.00 د.م.
تعتمد حياة الأهالي الاقتصادية اليوم في طنجة – يشكل في تقريبا – على النشاط الكبير للحركة الاقتصادية الأوربية. يمكننا أن نؤكد، بصريح العبارة بأنه لم تعد توجد في طنجة حياة اقتصادية حصرا للأهالي، في الواقع، جميع الأعمال وجميع الصناعات بين أيدي الأوربيين واليهود، في حين أن الأهالي المسلمين لا يلعبون فيها لا دور التّبعية.
تتقهقر عقارات الأهالي أمام المضاربة، ما عدا تلك التي بين أيدي موظفي المخزن الكبار وبعض الأحيان الأكثر غنی، بكلمة واحدة: إن الملكية الصغيرة، وخصوصا ملكية الأهالي الصغيرة، تنزع إلى الاختفاء بعدما ابتلعتها الملكية الكبيرة.
كان بإمكان كثير من الناس في طنجة قديما أن يعيشوا عن طريق امتلاك منزل صغير في المدينة، مع بستان في الضواحي ويضعه فدادين صالحة للزراعة في البادية القرية. لقد كانوا بلا شك يَحْيَون عيشة متواضعة، إلا أنهم مهما يكن الحال كانوا يَحْيَون. هذا النمط من العيش لم يعد ممكنا، وحدهم الملاك الكبار لا زالوا باستطاعتهم أن ينظموا حياتهم بالسكني في المدينة واستغلال المزارع.
لقد تعاظمت الاحتياجات وتكاليف الحياة وارتفعت الأسعار. ومن جانب آخر، إن الارتفاع الكبير لقيمة العقارات حمل الملاك الصغار على بيع عقاراتهم التي كانت في ملكيتهم فعليا بعض الوقت، نتج عن هاته البيوعات المطردة إلى حد ما رفاة مؤقت، تلاه عوز كامل وحتمية العمل من أجل العيش.
لقد أدي التغلغل الأوربي في طنجة إلى خلق بروليتاريا لم تكن موجودة من قبل، بلا شك كان يوجد بها الأغنياء والفقراء، على شكل أرستقراطية وعمّال، لكن هؤلاء العمال كانوا منظمين في تعاونيات، عليهم واجبات كما كانت لهم امتیازات، فكانوا بمثابة بورجوازیين. أما اليوم، فعدا بعض أصحاب المتاجر المسلمين الذين يعيشون في عناء من خلال بيع السلع التي يتم شراؤها من الوسطاء، وبعض الحرفيين الذين يتضاءلون يوما بعد يوم، فإن القسم الأعظم من الساكنة كان عليه أن يضع نفسه رهن خدمة الأوربيين.
طنجة ومنطقتها
Dimensions | 17 × 24 cm |
---|---|
Auteur |
رشيد العفاقي, عثمان بن شقرون |
Éditeur |
Editions Slaiki Brothers |
Commentaires
Il n'y a pas encore de critiques.