غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم 10/1

عدد الأجزاء، 10،
سنة النشر 2022،

مُقَدِّمَةُ فَضِيلة الشيخ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزُّغْبي – حفظه الله – من علماء الأزهر الشريف،

الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى وَبَعْدُ: نَحْنُ فِي زَمَانٍ زَادَتْ فِيهِ حِدَّةُ الْحَرْبِ عَلَى الدِّينِ، وَبِخَاصَةِ الطَّعْنُ فِي نَبِيَّ الْإِسْلَامِ مُحَمَّدٍ، وَهَذِهِ الْحَرْبُ تَبَنَّاهَا أَعْدَاءُ الْإِسْلَامِ بِالْخَارِج، وَيَدْعَمُهَا وَيَنْشُرُهَا وَكَلَاؤُهُمْ بِالدَّاخِلِ؛ لـذَا كَانَ لِزَامًا عَلَى كُلَّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى الذَّبٌ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَذُبَّ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَعْظَمُ مَا يَتَسَلَّحُ بِهِ الْقَائِمُونَ بِتِلْكَ الْمُهِمَّةِ: الْمَعْرِفَةُ بِسِيرَةِ النَّبِيَّ مُحَمَّدٍ؛ إِذِ التَّعَرُّفُ عَلَى سِيرَتِهِ وَسُنَنِهِ وَأَيَّامِهِ جُزْءُ مِنَ الْإِيْمَانِ بِرِسَالَتِهِ، وَبِمَا أَنَّ هَذِهِ السِّيرَةَ غَيَّرَتْ مَجْرَى التَّارِيخِ الْبَشَرِيِّ وَحَوَّلَتْ صَنَادِيدَ الشِّرْكِ وَالْجَهْلِ إِلَى عَبَاقِرَةٍ وَعُظَمَاءَ فِي الْإِسْلَامِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَكُونُوا سَبَبًا فِي نَشْرِ عَقِيدَةِ التَّوحِيدِ وَشَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ، كَانَ لِزَامًا عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُبَيِّنُوهَا لِلنَّاسِ كَافَّةً. وَهَذَا الْعَمَلُ الْكَرِيمُ تَحْتَ عُنْوَانِ سِلْسِلَةِ الْغَزَوَاتِ لِلْأَطْفَالِ»، يُعَدُّ ضِمْنَ هَذِهِ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَقِفُ حَائِطًا مَنِيعًا ضِدَّ أَهْدَافِ هَؤُلَاءِ الْمُعَادِينَ، فَجَزَى اللهُ الْمُؤَلَّفَ خَيْرَ الْجَزَاءِ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُبَارِكَ فِي عُمُرِهِ وَفِي عِلْمِهِ وَفِي عَمَلِهِ، وَأَنْ يُبَارِكَ فِي هَذَا الْعَمَلِ وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ.

المبدع الصغير.