Description
إن وسائل الإعلام تتمتع بقدرة نفاذة تصير من خلالها وسيلة لتلقين اللغة وتطويرها، وقد تصير أيضاً وسائل لتدمير الإرث اللغوي وتقويض بنيانه، والإعلام. المغربي يسير من حيث تدبيره اللغوي بخطوات لا تضع تصورات وسياسات لغوية تراعي حقيقة التعدّد التي تميز البلد وهو بذلك لا يختلف عن تدبير التعدد اللغوي في باقي القطاعات الأخرى.
فالإعلام في المغرب كما في غيره من البلدان يلعب دورا أساسيا، يتجاوز حدود الرسالة الإعلامية إلى تشكيل هوية لغوية مغربية، وهو – بالشكل الذي يختار أن يخاطب به الجمهور – أبعد من أن يقوم بهذا الدور بالشكل المطلوب، بل على العكس تماما فهو يقوم بدور عكسي، فعدد لغات البث في قنوات البث السمعي البصري المغربي الثلاثة (القناة الثانية 2M ) و (القناة الأولى) وقناة (ميدي آن تيفي | Medi l TV) يتجاوز أحيانا ست لغات بتواقت غير منسجم. يحاول الكتاب أن يصف لغات البث ومضامينه وأن يقف عند الخلفيات المتحكمة في اختيار لغات البث ومواضيعه، من خلال التتبع الدقيق لبرامج البث القنوات وملاحظة تأثير هذا التعدّد على تلقي اللغة وانتشارها ومدى قدرة الإعلام على الرقي بلغات المغاربة وإيجاد حلول لإشكالات المغرب اللغوية.
Commentaires
Il n'y a pas encore de critiques.