رحلة الحلم والدهشة والانتصار

كان على أن أنحت في الرخام الذي يحاصرني، مكانا أمسك فيه بتلابيب وجودي .. أسترد فيه وعيي، أرى بوضوح ما أبصر .. أتسلل إلى مسودات نشرات الأخبار.. أتحرى وأجوس بين الحقائق الأخرى المدسوسة، وأنقب بين طيات الأجندات الخفية .. أرى الحياة من وراء هذه الغيوم، وصوت قصيدة يهمس لي:

في الدوامة الكبيرة للمنفى
ستعثرين على صوتك
في عزلة صلاة

الشعر سلوتي بعضا من الوقت، أسترد به التكثيف الروحاني الذي يمنحه لي، بعد أن تحاصرني واقعية بعض السرديات، التي كان نصيبي معها في فترة الحجر، أن تأتي كلها – ودون اختيار مني- محملة بموضوعة فيروس السرطان، إما كقضية رئيسة أو جانبية .. وهي القضية الأساس التي من أجلها جئت برشلونة . صرت في نصف الضوء أرى ما يحدث؛ كانت مساحة الضوء مهما ضاقت هي ملعبي. أمططها إلى أن تسع رؤيتي وتفاؤلي.