Description
تعتبر سبتة، وفي تاريخها الإسلامي، إحدى الحواضر العلمية الكبرى في الغرب الإسلامي، إذ كانت تضاهي الحواضر العلمية الأخرى التي عرفتها العدوة الأندلسية، فكانت بمشيختها وعلمائها وطلبتها خلال القرون الخمسة قبل وقوعها أسيرة في يد النصاري، نموذجا لتراتبيبتها في الساحة العلمية والتعليمية بين حواضر المغرب والأندلس.
فهي معبر للراحلين بين العدوتين ممن ستهواهم من الأندلسيين الحضور إلى المغرب للاسترفاد أو لقضاء المصالح أو لتولي الخطط وزيارة عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك حينما كانت مراكش عاصمة الغرب الإسلامي على عهدي المرابطين والموحدين، وكانت معبرا لأبناء العدوة المغربية وهم يحملون أهدافهم المختلفة ولا سيما ممن كان يشغله الطلب العلمي منهم، فكانت سبتة بمشيختها وحلقاتها العلمية بداية الرحلة العلمية وطلب الجلوس إلى الشيوخ، وتكثر لدينا الأسماء العلمية المهمة التي تبث نزولها بسبتة والإقامة بها ولو برهة زمنية محدودة، سواء ممن عبروا من الأندلس إما للجلوس إلى مشيخة حواضرها بتعميق مرحلة الأخذ والطلب، وإما بهدف ممارسة تعليمية أو تولية لخطة من الخطط الشرعية والدينية.
Reviews
There are no reviews yet.